الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
تفسير سورة الكهف
29668 مشاهدة
إحساس موسى بالتعب وطلبه الغداء

وقال لفتاه آتِنَا غَدَاءَنَا أي: طعامنا، الغداء: هو الطعام الذي يؤكل أول النهار، أو في مستقبل النهار، والعشاء: ما يؤكل في آخره، أعطنا طعامنا نتغذى به.
ثم قال: لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا أي: لقينا تعبا ومشقة من هذا السفر، ورد في الحديث: يقول -صلى الله عليه وسلم- لم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به الذي فيه الخضر الذي ذهب لأجله، ولم يجدا تعبا، ولم يحسا بنصب طوال سيرهما قبل أن يصلا إلى مجمع البحرين فلما تجاوزا ذلك المكان الذي تركاه، أو فقدا فيه الحوت، أحسا بالتعب، وأحسا بالنصب، نصب السفر، هذا دليل على أن الله تعالى جعل له هذه الآية.